السلام عليكم
صرح مدرب اسبانيا ديل بوسكي انه يتوقع أو لنقل " يتمنى " أن تلعب ايطاليا بنفس طريقة نصف النهائي
اي طريقة 4-4-2 مع كيليني كظهير ايسر و بالزاريتي الأعسر كظهير ايمن
لكن هذه الطريقة و ان نجحت مع الألمان مع بعض التوفيق و الواقعية من الطليان الا ان لها عيوبا بالنظر للتشكيل الذي لعب "
خصائص المانيا ليست كخصائص اسبانيا اذ ان الجرمان يعتمدون على الضغط الهجومي بأكبر عدد من اللاعبين و القوة البدنية فيما يتركون وراءهم مساحات كبيرة استغلها الهجوم الايطالي الخاطف بقيادة الأسمر بالو و الداهية كاسانو في ترجيح كفة الازوري
و بالنظر الى الجناحين الذين تم ادراجهما في اللقاء نرى ان مهمتهما كانت دفاعية اكثر منها هجومية لأن كيليني معروف ضعفه في الجانب الهجومي و بالزاريتي ليس متعودا على اللعب على الجهة اليمنى اطلاقا رغم نجاعته الهجومية
و ان كان هذا مقصودا من طرف برانديلي لأنه يعرف ان قوة الالمان على الآطراف السريعة جدا لذا غلق الأطراف ضروري مع الهجوم المرتد الذي اثبت فعاليته مع دفاعهم الثقيل جدا خصوصا باستوغر
اما المنتخب الاسباني فهو شيء آخر تماما
قوته في وسط الميدان و التيكاتيكا المملة للمشاهدين التي تنوم الخصم و تجعله يعتقد ان الفريق غير خطير و بهذا يستغل الفرصة و بخاطفة من مفاتيح اللعب انييستا و سيلفا يستطيع الفريق صنع الفارق و تسجيل الأهداف من صناعة " وسط ميدانية " دون الحاجة الى راس حربة
و لم يستطع اي فريق في هذه الدورة الوقوف في وجه هذه الخطة الا فريقان
ايطاليا في الدور الأول و هو ما سنتطرق له
أما البرتغال فكانت قاب قوسين أو أدنى من تحطي هذا الحلم
لكن و اعذروني يا مشجعي اغلى لاعب في العالم
توجيه كل الهجومات المعاكسة على رونالدو الذي كان دون مستواه كثيرا هو من جعل البرتغال تخسر
لأن الدون كما يسمونه كان النقطة السوداء في هجوم البرتغال يتضييعه لفرص كثيرة و سهلة لا تليق بمقامه و لا مستواه
و كما نعرف معادن اللاعبين الكبار تظهر في المواجهات الكبيرة مع الكبار
المهم هذا ليس موضوعنا
نعود الى ايطاليا
ديل بوسكي تمنى ان لا تلعب ايطاليا بنفس طريقة الدور الأول لأنها وقفت له الند للند و جعلته يتحير في طريقة اختراق الشبكة الايطالية
و يتمنى ان تلعب ب4-4-2 الضعيفة هجوميا على الاطراف مع اسبانيا التي لا تترك المساحات ابدا للهجومات المضادة
فب3 مدافعين محاور بخصائص وسط ميدانية " غياب القوة الضاربة كيليني "
يتوسطهم الرائع دي روسي صاحب التدخلات الميليمترية على وسط الميدان الهجومي انيستا و سيلفا
و الأجنحة الهجومية السريعة من جاكيريني و ماجيو الذين انهكا كثيرا الظهيرين البا و اربيلوا و الذين يعودون بسرعة لوسط الميدان لخلق التفوق العددي
و وسط الميدان المتكون من موتا و ماريكيزيو اصحاب اللياقة البدنية العالية في افتكاك الكرة و التواجد اينما كانت الكرة
و الذي ازعج كثيرا تشافي و بوسكتس قائدي خط الوسط من الخلف في بناء الهجمات و الاحتفاظ بالكرة بالطريقة السلبية المعتادة لتخدير الخصم
و الفنان بيرلو الذي الى جانب المهام الدفاعية الخفيفة الموكلة اليه فهو يحتفظ بالكرة بطريقة جيدة و له نظرة رائعة على الميدان و من ثم توجيه كرات دقيقة الى المهاجمين كاسانو و بالو و الذين كانا نقطة سوداء و ضيعا فرص سهلة كادت تحسم تلك المواجهة كما حدث في لقاء المانيا
و بالتالي اللعب بطريقة 4-4-2 بنفس تشكل لقاء المانيا قد يكون في صالح اسبانيا بالنظر الى خصائص وسط ميدانها
و هذا ما يتمناه ديل بوسكي الذي اتعبته الخطة الايطالية في لقاء الدور الأول و سيطرت ايطاليا بشكل جيد على وسط الميدان و الهجوم لولا رعونة مهاجميها
لكن برانديلي داهية كروية اثبتت علة كعبها في هذا اليورو
و اكيد لن يترك لاسبانيا وسط الملعب مفتاح تفوقها
و بالتالي لو لعب بنفس الطريقة ألأولى لكن مع
بوفون
كيليني بونوتشي برزاغلي
بالزاريتي دي روسي بيرلو ماركيزيو مونتوليفو
كاسانو بالوتيلي
سيكون من الصعب على اي فريق اختراق هذه المنظومة المتكاملة
فمن يمر من دي روسي سيجد بالزاريتي و ان مر سيجد كيليني
و ان مر من مونتليفو سيجد ماركيزيو و ان مر منه سيجد بارزاغلي
اما اختراق خط الوسط فهذا امر صعب
فالى جانب المهاجمين كاسانو و بالو الذي يقومان بازعاج تشافي و بوستكس في بدأ الهجمات
فخط الوسط بقيادة بيرولو و دي روسي و ماركيزيو متواجدون في كل كرة و يضغطون بشكل رهيب لافتكاكها من انييستا و سيلفا
و من ثم و بالخصائص الرائعة في التمرارات الطويلة المتقنة لكل من بيرلو دي روسي و مونتوليفو و القصيرة من ماركيزيو و كاسانو
و بعودة الروح للمهاجم بالوتيلي و تخلصه من الضغط النفسي الرهييب الذي كان يمارس عليه سيكون الأزوري اخطر بكثير مما يتوقعه الفريق الاسباني
و دكة البدلاء تحتوي على تياغو موتا و نوشيرنو و دامانتي و جوفينكو و ديناتالي و هم يتكاملون جيدا مع التشكيلة الاساسية
مفتاح الفوز على اسبانيا =
الابتعاد كل البعد عن الخطة الدفاعية لأنها لن تنفع مع اسبانيا
ملأ وسط الميدان بأكبر عدد من اللاعبين ممن يملكون خاصية الاحتفاظ بالكرة و التمريرات القصيرة
و خاصة النجاعة الهجومية للمهاجمين كاسانو و بالوتيلي بتسجيل الفرص المتاحة التي اكيد ستكون قليلة
نتمنى ان يكون اللقاء مثيرا و ممتعا للجماهير
دمتم بود