بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على رسول الله الهادي الكريم
سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اتم السلام والتكريم
قال حبيبي رسول الله بما نقله الحاكم
مَا مِنْ رَجُلَيْنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلاَّ كَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَى اللَّهِ أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ
الصداقة كنز لا يفنى ان كانت خالصة لوجه الله تعالى وان لم تكن المصالح دنيوية او انية او لغاية بنفس احدهما
والصداقة هي مفتاح الخير كله فها هو حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم يوجههنا الى الطريق السليم
في اختيار الرفيق والصديق وهو يقول في ما نقله عنه الترمذي وصححه الحاكم
عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل
فالدين ياخذ من الصديق ومن يعينك على دينك هو صديقك الذي يصدقك وينصحك ويهتم لامرك ويحمل همك
وصديقك من يتذكرك ولا ينساك ليس بالكلام بل بالافعال يتذكرك في صلاته وقيامه في فرحه وحزنه في همه وفي سعادته
صديقك الذي يذكرك في مجالسه بسيرتك الحسنة واخلاقك الزكية ويذكر بمناقبك صديقك الذي يذود عنك بالحق
صديقك الذي يقومك والذي يصحح مسيرتك والذي يهدي اليك عيوبك ويضع يده على نقاط ضعفك لتكون لك في قادم الايام قوة وصلابة وهمة صديقك الذي يتمنى ان تكون رفيقه في الدنيا والاخرة الذي يتمنى لك ان تكون مثالا اعلى وقدوة له
ولقد ضرب لنا التاريخ الاسلامي اعظم الامثلة في الصداقة
فها هو سيدنا ابو بكر رضي الله عنه ياتيه كفار من قريش يقولون عن صديقه وحبيبه انه يقول انه زار بيت المقدس في ليلته وعرج به الى السماء في نفس الليلة وانه صلى بالانبياء جميعا
وفي ذلك الوقت كان وقوع حدث مثل هذا لا يتصوره عقل ولا يستوعبه بشر فهو حادث من وراء العقول
فانظر ماذا اجاب رضي الله عنه
ان كان قال فلقد صدق
ووضع قاعدة بالتصديق تغدو الى اليوم من اعظم القواعد المتبعة في التصديق والتسليم فرضي الله عنك يا ابو بكر وارضاك
فالصداقة هي باب من ابواب الحب والمحبة الصادقة في الله ولقد رفع الاسلام قيمة الصداقة عاليا واليكم الحديث الشريف
كما رواه مسلم
إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلاَلِي الْيَوْمَ؟ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّي
في ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه الا الصدق ولا يطلب المرء فيه الا رحمة من الله فسيكون صدقك مع صديقك في الدنيا
منجاة لك في الاخرة وسيكون لك ظلا ظليلا من حر ذلك اليوم العظيم فعليك يا اخي واختي ان تحسن اختيار من تصادق وتصاحب وان تختاره على اسس سليمة اسلامية راسخة متجذرة ليصل بك الى بر الامان الى طريق الفلاح والنجاح
ولا يؤدي بك لا سمح الله الى التهلكة وطريق الشيطان وطريق لا نور فيها ولا هداية ولا خير واحذر كل الحذر
من طريق التهلكة لكي لا يصدق فينا او ينطبق علينا هذا الحديث الشريف المنقول عن ابو داود
مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ وَكِيرِ الْحَدَّادِ، لا يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ، وَكِيرُ الْحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ، أَوْ ثَوْبَكَ، أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً
وفي نهاية موضعي انصحك بأتباع سيد المرسلين والاولين والاخريين سيدنا الاتقى والاحلى صاحب الرسالة الخالدة
محمدا صلى الله عليه وسلم حيث قال
لاَ تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا، وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِيٌّ - من كتاب الادب - ابو داود
بقلم محب الرسول الأكرم