يقول صلى الله عليه وسلم :
"من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا
فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"
حديث صحيح ، رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط بِمجموع طُرُقه
يستفاد من هذا الحديث كما قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى-:
أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة؛ لا تنتمي إلى حزب.هنا ظهرت طوائف من قديم الزمان: خوارج.. معتزلة.. جهمية.. شيعة بل رافضة..ثم ظهرت أخيراً: إخوانيون.. وسلفيون.. وتبليغيون.. وما أشبه ذلك.كل هذه الفرق اجعلها على اليسار، وعليك بالأمام، وهو: ما أرشد إليه النبي صلى الله عليهوعلى آله وسلم: " عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين ".ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف، لا الانتماء إلىحزب معيّن يسمى (السلفيين) ..الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح ، لا التحزب إلى من يسمى(السلفيون).. انتبهوا للفَرْق!!(انتهى قوله رحمه الله)
فهل يجوز لنا أن نأخذ العلم عن المبتدع الذي يتكلم من وراء خلفية حزبية !
ويدافع عن هواه ويُرخص الغالي والنفيس في سبيل ذلك
الذي زين له الشيطان عمله فرآه حسنا !
أقصد بالمبتدع من أضاف في الدين ما ليس منه
وزرع الشقاق والخلاف في الأمة
وعندما تكلمه وتنكرعليه، يقول لك هذا هو سبب تخلفنا نحن المسلمين !
سبحان الله !
وهل يزول التخلف إن أحدثنا في الدين ! ، ثم من زرع الخلاف أصلا ؟!
ألست أنت ببدعتك التي ما أنزل الله بها من سلطان ؟!
والله لا قيام لهذه الامة إلا بتصفية العقائد وتربية الأبناء على المنهج الصحيح
وأتحدى كل من يريد إصلاحا بغير هذا ..
قال صلى الله عليه وسلم:
إذا تبايعتم بالعينة , و أخذتم بأذناب البقر ، و رضيتم بالزرع ، و تركتم الجهاد ،
سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه [size=25]حتى ترجعوا إلى دينكم هذا الحديث رواه أحمد (4987) وأبو داود (3462) وصححه الألباني في صحيح أبي داودفالله الله في الرجوع لدين الله ، ذلك الدين الحنيف الصافي من البدع والضلالات
هل يجوز يا ذوي العقول أن نتبع العالم في زلاته ؟!
أليست الحكمة ضالتنا ؟!
أننصر الحق أم ننتصر للأشخاص ؟!
فإن كنا من ناصري الحق وأسأل الله أن نكون كذلك ..
فقد وجب رد بدعة المبتدع أيا كان ،-وإن كنت لبيبا فافهم-
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
عند شرحه للكلام التالي في كتاب "حلية طالب العلم" لبكر أبو زيد:
(
عن مالك -رحمه الله تعالى- قال: " لا يؤخذ العلم عن أربعة:سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس،وصاحب بدعة يدعو إلى هواه،ومن يكذب في حديث الناس، وإن كنتُ لا أتهمه في الحديث،وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به".فيا أيها الطالب إذا كنت في السعة والاختيار، فلا تأخذ عن مبتدع: رافضي، أو خارجي، أومرجئ، أو قدري، أو قبوري، ...وهكذا، فإنك لن تبلغ مبلغ الرجال، صحيح العقد في الدين، متين الاتصال بالله، صحيحالنظر، تقفو الأثر، إلا بهجر المبتدعة وبدعهم.)
(انتهى كلام بكر أبي زيد)
فقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين شارحاً الكلام:
(
وظاهر كلام الشيخ -وفقه الله - أنه لا يؤخذ عن صاحب البدعة شيءحتى فيما لا يتعلق ببدعته. فمثلاً إذا وجدنا رجلاً مبتدعاً،لكنه جيد في اللغة العربية: البلاغة والنحو والصرف. فهل نجلس إليهونأخذ منه هذ العلم الذي هو جيد فيه أم نهجره؟ ظاهر كلام الشيخ أننالا نجلس إليه لأن ذلك يوجب مفسدتين:المفسدة الأولى: اغتراره بنفسه ، فيحسب أنه على حق.المفسدة الثانية: اغترار الناس به ، حيث يتوارد عليه الناس وطلبة العلم ويتلقون منه،والعامي لا يفرق بين علم النحو وعلم العقيدة.لهذا نرى أن الإنسان لا يجلس إلى أهل البدع والأهواء مطلقاً ، حتى إن كان لا يجد علمالعربية والبلاغة والصرف إلا فيهم، فسيجعل الله له خيراً منه،لأنا كوننا نأتي لهؤلاء ونتردد إليهم لا شك أنه يوجب غرورهم واغترار الناس بهم.
وقال رحمه الله :حذر المؤلف من أهل البدع هذا التحذير البليغ وهم جديرون بذلكولا سيما إذا كان المبتدع سليط اللسان فصيح البيان لأن شره يكون أكبر . )المصدر: الشريط الخامس من شرح كتاب "حلية طالب العلم"ثم قال: احذر أن تجلس إلى صاحب بدعة ولو في الفنون التي لا علاقة لها ببدعته
لأنه لابد أن يدس السم في العسل.)
وقد ظهر بجلاء كلام شيخنا رحمه الله
نعم فكم من شخص يعمل كمن يدس السم في العسل
أعاذنا الله وإياكم من سموم القلوب وأسقامها
وهدانا الله إياكم بالقرآن الكريم وبحديث سيد الأولين والآخرين
إنه جل وعلا سميع مجيب
كتب : شكيب الأثري[/size]