شروط الحجاب الشرعي هي :
الشرط الاول
أن يكون ساترا لجميع العورة
أجمع أئمة المسلمين كلهم ـ لم يشذ عنهم أحد ـ على أن ما عدا الوجه و الكفين من المرأة داخل في وجوب الستر أمام الأجانب .
قال الجزيري في كتابه الفقه على المذاهب الأربعة ج 5 / ص 54 :
(
عورة المرأة عند الشافعية و الحنابلة جميع بدنها ، ولا يصح لها أن تكشف أي
جزء من جسدها أمام الرجال الأجانب ، إلا إذا دعت لذلك ضرورة كالطبيب
المعالج ، و الخاطب للزواج ، و الشهادة أمام القضاء ، و المعاملة في حالة
البيع و الشراء ، فيجوز أن تكشف وجهها و كفيها . و عورة المرأة عند الحنفية
والمالكية جميع بدن المرأة إلا الوجه و الكفين ، فيباح للمرأة أن تكشف
وجهها و كفيها في الطرقات ، و أمام الرجال الأجانب . و لكنهم قيدوا هذه
الإباحة بشرط أمن الفتنة . أما إذا كان كشف الوجه و اليدين يثير الفتنة
لجمالها الطبيعي، أو لما فيهما من الزينة كالأصباغ و المساحيق التي توضع
عادة للتجمل أنواع الحلي فإنه يجب سترهما ) .
الشرط الثانى
ألا يكون زينة في نفسه، أو مبهرجا ذا ألوان جذابة تلفت الأنظار،
لقوله تعالى:{ و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } [ النور :31 ]
و معنى {ما ظهر منها} أي بدون قصد ولا تعمد ،
فإذا
كان في ذاته زينة فلا يجوز إبداؤه ،و لا يسمى حجابا ،لأن الحجاب هو الذي
يمنع ظهور الزينة للأجانب.فأين هذا الشرط مما تفعله المتحجبات المتبرجات
بأنفسهن ؟فعلى من يريد أن ينسب حقا إلى الحجاب الشرعي أن يراعي فيه أن يكون
من لون داكن،وأفضل الألوان لذلك اللون الأسود لأنه أبعدها عن الزينة و
الفتنة ،كما يجب أن يكون خاليا من الزخارف و الوشي مما يلفت النظر
الشرط الثالث
أن يكون سميكا لا يشف ما تحته من الجسم ،
لأن الغرض من الحجاب الستر ، فإن لم يكن ساترا لا يسمى حجابا لأن لا يمنع الرؤية ، و لا يحجب النظر ،
لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم :
(
صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات
رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ، و لا يجدن ريحها ، و إن
ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا ..)
و في رواية مسيرة خمسمائة سنة .
و
معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( كاسيات عاريات ) أي :كاسيات في الصورة
عاريات في الحقيقة لأنهن يلبس ملابس لا تستر جسدا ، و لا تخفي عورة . و
الغرض من اللباس الستر ، فإذا لم يستر اللباس كان صاحبه عاريا .
و
معنى ( مميلات مائلات ) : مميلات لقلوب الرجال مائلات مشيتهن يتبخترن بقصد
الفتنة والإغراء .و معنى (كأسنمة البخت) أي : يصففن شعورهن فوق رؤوسهن حتى
تصبح مثل سنام الجمل،وهذا من معجزاته صلى الله عليه و سلم
الشرط الرابع
أن يكون فضفاضا غير ضيق ولا يجسم العورة ولا يظهر أماكن الفتنة في الجسم ،
وذلك
للحديث السابق عن(الكاسيات العاريات) و ما تفعله بعض المتحجبات من ارتداء
ملابس محددة للخصر و الصدر كالبلوزة و التنورة ، و لو كانت طويلة ، لا يفي
بشروط الحجاب الصحيح
الشرط الخامس
ألا يكون الثوب معطرا ،
لأن فيه إثارة للرجال، فتعطر المرأة يجعلها في حكم الزانية ،
لقوله صلى الله عليه وسلم :
(كل عين زانية ، و المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا و كذا يعني زانية )
رواه الترمذي .
أي كالزانية في حصول الإثم لأنها بذلك مهيجة لشهوات الرجال التي هي بمنزلة رائد الزنا .
الشرط السادس
ألا يكون الثوب فيه تشبه بالرجال ، أو مما يلبسه الرجال
للحديث الذي رواه الحاكم عن أبي هريرة
:
( لعن النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة ، و المرأة تلبس لبسة الرجل ) ،
وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري و الترمذي و اللفظ له :
( لعن الله المخنثين من الرجال ، و المترجلات من النساء )
أي المتشبهات بالرجال في أزيائهن و أشكالهن ، كبعض نساء هذا الزمان .
الشرط السابع
ألا تشبه زي الراهبات من أهل الكتاب ، أو زي الكافرات ،
و ذلك لأن الشريعة الإسلامية نهت عن التشبه بالكفار ، و أمرت بمخالفة أهل الكتاب من الزي و الهيئة ،
فلقد قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص حينما رأى عليه ثوبين معصفرين ـ مصبوعين بالعصفر ـ :
( إن هذا من ثياب الكفار فلا تلبسهما )
رواه مسلم .
الشرط الثامن
ألا يكون ثوب شهرة ،
لقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجه :
( من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة )
و
ثوب الشهرة هو الثوب الذي يقصد بلبسه الاشتهار بين الناس كالثوب النفيس
الثمين الذي يلبسه صاحبه تفاخرا بالدنيا و زينتها ، و هذا الشرط ينطبق على
الرجال و النساء ، فمن لبس ثوب شهرة لحقه الوعيد إلا أن يتوب رجلا كان أو
امرأة .
♥ ♥
{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ
أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ
إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى
جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ
آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء
بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ
التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ
الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ
بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا
إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
النور31