البخيل منبوذ والعاطفي له الأولوية!
الرجل المثالي في عقول النساء!!
الصفات المثالية أو المكتملة شي غير موجود؛ فالكمال لله وحده، إلا الإنسان بطبعه دائما ما ينشد ويبحث عن الكمال ويحاول الاقتراب منه..
وفي هذا التحقيق كانت الأمور تقترب من صفات أو سلوك الرجل الأقرب إلى المثالية لدى النساء لتطرح هذه التساؤلات...
من هو الرجل المثالي والمحبوب في رأي وتفكير المرأة؛ أياً كانت صلة قرابتها بهذا الرجل؟
وما هي المواصفات التي تطمح وتنشدها كل امرأة وفتاة في أي رجل أب أو أخ أو زوج؟
ومن هو الرجل الذي تكرهه النساء؟
وهل صحيح أن المرأة لا يرضيها شيء؟
هذا ما سيكشف عنه تحقيق "آسية"!!
اتفقت العديد من النساء على صفات مشتركة للرجل المثالي؛ منها:
الرجل الكريم، الشجاع، الصادق، الحنون، وخفيف الدم، وقبل ذلك الإنسان! واختلفن على الرجل البخيل، والقاسي، والعصبي، و"الملقوف"!!
تقول "إيمان" (موظفة): أن يكون الرجل ـ سواء أب أو أخ أو زوج ـ كريما صادقا وحنونا ومعطاء وطموحا ومغامرا.. ولا أحب في الرجل الكذب والبخل والقسوة والجشع!
متسامح
بينما ذكرت "حنين" (طالبة جامعية):
أفضل أن يكون الرجل أياً كانت صلة قرابته لي متسامحاً وغير عصبي وهادئاً وعاطفياً قادراً على خلق الحوار والنقاش.. وأكره الرجل الشكاك والعصبي!
الغيرة والدلال
أما "بدرية" (طالبة):
أهم الأشياء أن يمتلك قلباً طيباً وأن يكون صريحاً وصادقاً يعتمد عليه بأمور الحياة. وأكره الرجل الكاذب ومخلف المواعيد، وأن لا يكون عنيداً كالأطفال! وأريد رجلاً يستوعب مشاكلي وهمومي ويكون قادراً على أن يعطيني ويهبني ما لم يهبه لغيري. أحب كثيراً الرجل الذي يدللني ويغار علي كثيراً، ولكني أعلم أن هذا الرجل لن يكون إلا حلم كل فتاة حالمة وللأسف الشديد.. لن يتحقق!!
الكرم والشجاعة
وترى "ليلى" موظفة أن من المثالية أن يتصف الرجل بالعاطفة والإخلاص والكرم بحدود، وأن يراعي الآخرين ويدعمهم معنوياً، ويتغاضى عن الأخطاء، وأن يكون شجاعاً يُشعر معه بالأمان. وأكره في الرجل السيطرة وحب التحكم وعدم الاعتراف بالخطأ والاستمرار فيه وعدم احترام رأي المرأة واختيارها.
"أماني" (طالبة):
قد لا نجد الرجل المثالي في مجتمعنا، أو يندر وجوده، ولكنني أحب في الرجل ذكاءه وخفة دمه وثقافته وتفتحه في حدود وتفهمه، ولا أحب أن يكون الرجل شكاكاً أو متسلطاً ومغروراً ومتدخلاً في شؤون الغير لدرجة "اللقافة".
يحترم المرأة
"أم حسام" (طالبة):
أرغب في أن يكون الرجل إنساناً قبل أن يكون رجلاً، وأن تكون له شخصيته ورأيه ولا يفهم أن الرجولة مجرد إعطاء الأوامر أو السيطرة، وعدم احترام المرأة الأم والأخت والابنة والزوجة، ولا يفهم القوامة بشكل سلبي، وفي الوقت نفسه يكون صانع قرار ويكون حليماً وصبوراً وخفيف دم، وأمقت في الرجل التعصب للرأي، وأن يكون رأيه هو الرأي الصحيح فقط!
الطب النفسي: ليس هناك رجل مثالي
الرجل المثالي صاحب الصفات الجميلة فقط غير موجود في الطب النفسي؛ حيث يذكر الدكتور "منير جمال" (أستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود)
أن هذه القضية ليست من القضايا السهلة المعالجة، وليست هناك وصفات جاهزة أو ما نطلق عليها الرجل المثالي، لأن الفكرة تتعلق بالإنسان أي إنسان ليس هو نمطا واحدا؛ وبالتالي فتحديد هذا النمط المناسب لجميع النساء كما كانت تتصور القصص القديمة في الفلكلور القديم في قصص "السندريلا والسنووايت" الأميرة النائمة الباحثة عن الفارس ذي الحصان الأبيض كي يحمل الأميرة الجميلة إلى عالم الأحلام، الأمير الفارس الجميل الملامح الشهم الشجاع القوي العطوف الكريم المستوعب ذا القلب الكبير... إلخ!
نحن نتحدث عن المفاضلة بين إنسان وإنسان، ولكن للقضية شجون؛ فقد خلقنا الله مختلفين في أشكالنا وطبائعنا وظروفنا وفهمنا للحياة، كما أن المقبل على الزواج من الرجال يبدأ من عمر العشرين على الأرجح؛ وهذه المرحلة العمرية لم تكشف بعد عن طبيعة الإنسان الكاملة؛ فكيف يطلب نموذجاً مثالياً لم يكتمل نموه بعد، والحياة ذلك المكان السحري الذي نتشكل فيه لا يعلن من المرة الأولى عن كوامنه ودرره ومعادنه النفيسة.
البحث عن المثالية.. عدم نضج!
وأضاف الدكتور "جمال" أن البحث عن النموذج المثالي هو جزء من عدم النضج الإنساني لأن "الإيتوبيا" المثالية الخالصة التي تحدث عنها "أفلاطون" لم تحدث عبر التاريخ الطويل للبشرية، لذلك المطلوب هو البحث عن نموذج الرجل الإنسان المناسب أيضا لنموذج المرأة الإنسانة.. أي البحث في الممكن عن المقدور وكيف يكون الاختيار.. من يختار من؟!
الاختلاف.. سنة الحياة
فنحن نتحدث عن مجتمع لم يعط هذا الحق الشرعي بعد لنسائه، تحت مفاهيم الكفاءة والأهلية والمحافظة، وفي ظل أصول مانعة للحركة وحرية الاختيار، المطلوب ثانياً هو تربية واعية لبناتنا حتى يستطعن الحكم على المعروض عليهن من الراغبين في زواجهن، ولنا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه..".
أو كما قال صلى الله عليه وسلم. ولنتأمل الجانب الديني في هذا الحديث ولنربطه بالجانب الخلقي، والنبي الكريم أعطاه الله جوامع الكلم وبالتالي الجمع بين الدين والخلق له مغزاه ودلالاته.. لأننا من الممكن أن نجد الرجل الخلوق ولكنه ليس ذا دين.. كما نجد الرجل المتدين ولكنه ليس ذا خلق وطباع يمكن احتمالها؛ فالخلق والدين لا يمكن الابتعاد عنهما عند الاختيار وخاصة في قضية شديدة الحساسية ترتبط ليس باللحظة الآنية بل بالاتجاه نحو المستقبل.. نحن الرجال مختلفون كما أنتن أيتها النساء مختلفات.. وقول المثل العربي القديم:
"لولا اختلاف طباع الرجال لبارت النساء"
هام لأن الاختلاف سنة من سنن الحياة..
كما أوضح د "جمال" أنه ربما في البلاد الغربية قد وضعوا نظماً للحياة الاجتماعية توفر الفرصة لفهم الآخر حتى يصدر حكماً بتحويل هذه التجربة إلى حياة مستمرة، والفترة التي يعيش فيها الطرفان يمكن لهما أن يكتشفا جوهر شخصية كل منهما للآخر..
هذا النمط من الحياة قبل الزواج لا يصلح لنا ليس لكونها فقط مخالفة لشرع الله؛ ولكن لأنها أيضاً لم توفر لأصحابها السعادة التي كلنا يبحث عنها؛ كما أن العزل والتفريق الكامل بين مجتمع الرجال ومجتمع النساء لم يصل إلى تقديم نموذج جيد للحياة الأسرية؛ بل هناك نجاحات فردية هنا وهناك وليس نموذج يسهل تعميمه.. أيضا مجتمع الاختلاط ليس مجتمع السعادة المنشودة..
والحقيقة التي يجب أن لا تغيب هي أنه ليست هناك نماذج مثالية لرجل الأحلام الذي تقبل به البنات زوجاً لها..
بل للقلب ضوابطه وعالمه الخلاب؛ فقد يكون عالماً وهمياً لا وجود له إلا في قلب محب، وبالتالي أول ما ضاع منا في معترك الحياة هو الحلم الجميل..
وعدنا منه بالجروح والندوب الغائرة التي تطاردنا طيلة الحياة يبحث كل منا في الآخر عن هذا الحلم الضائع ويتحول إلى مرجعية الحكم على نجاح اختيار الزوج أو الزوجة مقارنة بالحلم الضائع بشكل لا شعوري!!
وأنت من هو الرجل المثالي في نظرك؟؟؟
.
.