السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا كانت الفتاه تخسر الكتير من علاقتها العاطفية مع شخص لا يحل لها , فما الذى يمكن ان يخسره الشاب بعلاقه عاطفية مع امرأة ليست حلاله؟
لا عيب ان نحب ولا كان حراما الحب , ولكن العيب هو ان تدفعنا مشاعرنا الى مخالفه عقيدتنا, او إغضاب خالقنا, فالكل يعلم ان الاطار الشرعى للاستمرار فى العلاقة العاطفية هو الزواج ولا شيئ دونه, ينظر الناس الى الفتاه على انها الخاسر الاوحد من العلاقات العاطفية, بحكم ان البنت لها سمعتها , وما دون ذلك من خسائر تترتب على وصول العلاقة الى مراحل بعيدة مثل ممارسه حياتها الطبيعية كالازواج او حتى مجرد تحرشات بجسدها ,ومن ثم فقدان عذريتها والحمل السفاح وهنا تكون انتهت رحله حبها الى تدمير كل جميل فيها
الشاب ينتهى الناس عند لومه ولا يظنون انه قد خسر, ففى اعتقادهم مهما فعل لا يمسه من ذنبه شيئ, وفى الحقيقة خسائر الشاب اكبر بكثير, فمع اول علاقه عاطفية يخوضها لا يعد قلبه مثلما كان, ولا يعد فيه كم الحنان والرحمة اللذان كانا يملآنه من قبل,وحتى اذا ارتبط بها وتزوجها بعد قصة حب لن يكون سعيدا معها كما لو كان لم يعش قصته العاطفية,فيقولون ان مرآه الحب عمياء
الانجراف فى علاقات الحب لا يكون تحت رؤية واضحة وحقيقية, فالتعلق بالطرف الاخر يزداد يوما بعد يوم بغض النظر عن العيوب, وسيجد نفسه تعلق قلبه بفتاه لا تملك الصفات التى يتمناها , ويضطر لقبول ما فيها من عيوب باسم الحب, ويضيع على نفسه فرصة التعرف على من هى اكثر منها جمالا وخلقا وحنوا ودينا
بعض الشباب لا يرضى لاهل بيته ان يحدث لهن ما يفعل هو مع نساء الاخرين, ويصطنع لنفسه كل المبررات التى يستمر من اجلها فى خوض تجربته العاطفية, ولا يتوقع ابدا ان تفعل اخته مثله ظنا منه ان خلقها عالى وثقته في محلها, ولم يسأل نفسه عن الفتاه التى يرتبط بها كيف تسير معه فى علاقته, فاهلها ايضا يرونها كما يرى هو اخته , ولا يعرفون عنها شيئ, فيستيقظ من غفوته مصدوما بعد ان عرف ان اخته لا تقل او تزيد عن الفتاه التى عرفها,ويشعر حينها بمراره ما فعله, وتتضح الصوره امامه ولكن فى منتصف الطريق, فاما يرضى ان يكون ديوثا او يعود لرشده ويسلك الطريق الصحيح
من المعتاد ان تفشل اولى العلاقات , وبذلك يفقد قلبه الاحساس الحقيقى بالحب وتتشوه صورة المرأة فى نظره, فيسهل بعد ذلك الارتباط وخوض العلاقات والخروج منها , من ثم لا يدرك قيمة المرأة الحقيقية بعد ان افسدها بتعرفه على فتيات لا يعبرن عن الصورة الحقيقية للمرأة
الفتاه التى جملت صورتها معه, واظهرت كلمات العشق والرومانسية خدعته, فبعد الزواج لن تكون ابدا كما كانت من قبله, وستظهر عيوبها بعد مرور شهور الزواج الاولى, فيعرف انه خسر خسارة فادحة ان حرم نفسه من فرصة الارتباط بمن هى افضل منها وتناسبه, فعماه الحب الوهمى عن مساوئها , وحرمه من الارتباط بمن تسعده وتقدره
قد تكون الفتاه عرفت شابا من قبله , وفعلت معه ما فعلت, ولا تبوح له بهذا, او تبوح له فتدفعه للطمع فيها واستسهال ما يمكن ان يجنيه منها , فيزينها الشيطان فى عينيه ويرخصها , فيطلب منها تكرار ما فعلته من قبل وكل ذلك باسم الحب, فيصبح من الخاسرين
اكبر الخسائر هى علاقته بالله, فبعدما كان من السهل التقرب الى الله اصبح التقرب صعبا, بعد ان كان يناجي ربه فيريح قلبه اصبح طوال الوقت حزينا مهموما , فبعد ان ربط سعادته بها اصبحت المشكلات تدب بينهما بين الحين والاخر , وحتى لحظات سعادته ليست ابدا كما كان يشعرها وهو فى كنف الله شاعرا بحبه له وبرحمته, لم يعد فى معية الله ولم يعد قلبه شاعرا بهذه الراحة التى عرفها مع الله من قبل, فخسر التوفيق فى الاختيار واصبح اختياره خاطئا, اختار من خانت اباها واخوتها , وعصت ربها , وجعلته يعصى ربه ويغضبه, فاصبح هو الخسار الاكبر