قف البرتغال على عتبة بلوغ اول نهائي كبير لها منذ ان نجحت في ذلك في كأس اوروبا 2004 على ارضها، ولم يعد يعترض طريقها سوى فرنسا او اسبانيا في نصف نهائي البطولة القارية المقامة حاليا في بولندا واوكرانيا والتي يسدل الستار عليها في الاول من تموز المقبل، لتحقق هدفها.
ويعود الفضل في ذلك الى حقبة بدأها المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري الفائز بكأس العالم 2002 مع منتخب بلاده في كوريا الجوبية واليابان والذي استلم تدريب الفريق الذي يطلق عليه لقب «برازيل اوروبا» في الفترة من 2003 الى 2008 ونجح في جعله فريقا يخشى منه في البطولات الكبرى حيث بلغ الفريق باشرافه نهائي كأس اوروبا 2004 وخسر امام اليونان صفر-1، ونصف نهائي مونديال 2006 وسقط امام فرنسا.
ولدى سؤاله عن الجيل الحالي يقول سكولاري «بالطبع انا اساند هذا الفريق لاحراز اللقب».
وبوجود لاعبين من طينة لويس فيغو ونونو غوميش تحت اشراف سكولاري، وبداية بزوغ نجم كريستيانو رونالدو كان المدرب البرازيلي قاب قوسين او ادنى من احراز اللقب لولا المفاجأة اليونانية في عام 2004 والتي نجحت في التغلب على البرتغال افتتاحا وختاما.
وحتى حاليا، يشعر سكولاري بان القواسم المشتركة بين فريقه والحالي كبيرة مشيرا الى ان المدرب الشاب باولو بنتو بنى فريقا يستطيع المنافسة على الالقاب بفضل «روح الفريق التي تجعل المنتخب البرتغالي قويا».
ويعتبر سكولاري انه مع بلوغ رونالدو مرحلة النضوح فان البرتغال تملك جميع الاسلحة لاحراز اللقب القاري وقد اشاد بالنجم البرتغالي بقوله «انه شخص رائع وصديق. يود اطلاق النكات لكنه محترف من الدرجة الاولى».
واضاف «العائق الوحيد امام رونالدو هو ميسي، ولولا وجود الارجنتيني لكان رونالدو توج افضل لاعب في العالم في السنوات الخمس الماضية».
وشهدت الحقبة الناجحة لسكولاري على راس الجهاز الفني للمنتخب البرتغالي تألق بورتو على الساحة القارية بقيادة المدرب الفذ جوزيه مورينيو علما بان النادي العريق كان الرافد الاساسي للمنتخب من خلال تواجد ديكو ومانيش وريكاردو كارفاليو وكوستينيا.
وبعد ان توج رونالدو بطلا لدوري ابطال اوروبا عام 2008 في صفوف مانشستر يونايتد، دخل المنتخب البرتغالي كأس اوروبا 2008 في النمسا وسويسرا مرشحا لاحراز اللقب، لكن اعلان سكولاري بانه سيترك منصبه بعد البطولة اثر على توازن الفريق الذي خرج من الدور ربع النهائي على يد المانيا. منذ رحيل سكولاري تراجع مستوى المنتخب البرتغالي، ولم يحقق الفريق النتائج ولا العروض المرجوة منه في مونديال 2010 بقيادة كارلوش كيروش فخرج من الدور الثاني على يد اسبانيا.
ثم اقيل كيروش من منصبه بعد النتائج المخيبة في مطلع مشوار تصفيات كأس اوروبا 2012، وتم تعيين بنتو الذي قاد السفينة الى بر الامان من خلال خوض مباريات الملحق.
ودخل المنتخب البرتغالي البطولة الحالية بعتد خسارة مقلقة امام تركيا 1-3، ثم سقط امام المانيا في مباراته الاولى في كأس اوروبا، لكن سكولاري ابدى اعجابه بالمنتخب في المباراتين الاخيرتين محذرا في الوقت ذاته انه لا يمكن الاعتماد دائما على رونالدو من اجل الفوز وقال في هذا الصدد «لا يمكن ان نتوقع من رونالدو ان يقوم بكل شيء بمفرده، لا احد يستطيع ان يفوز بمباراة بمفرده».
لكن رونالدو يبدو في ذروة لياقته البدنية، ورفاقه يلعبون ككتلة متماسكة، وربما كانت هذه الوصفة السحرية لكي يتوج رجال بنتو باللقب الذي حرم منه سكولاري قبل ثمانية اعوام.