من أين نبدأ وما هو الحلّ
الأزمة والحل
ّ
جوابا على سؤال : من أين نبدأ ؟
يتساءل الكثيرون ما هو الحلّ للقضايا المتأزّمة التّي تعاني منها الامّة الإسلاميّة ؟ ومن أين نبدأ بالعلاج؟
وجوابا عليه اقول:
إنّ طرح الحقيقة كما هي من غيرأيّ تجميل للواقع البشع والمؤلم الذّي تحياه أمّتنا ، بل تحياه البشريّة بأسرها ، هو وحده الكفيل
بوضع المعالجات المناسبة لايقاف مآسيها ، التّي طال أمدها وتباينت أشكالها. كما تحياه أمّتنا من فقر وتجزئة وانقسام وشتات
وضعة وهوان، إضافة إلى احتلال الغرب لأجزاء واسعة من أقطارنا ومن نهب لثرواتنا ومن تشريد لشبابنا ، إنّنا نرجع تلك الويلات
إلى غياب دولة الخلافة الاسلامية تلك التّي تطبّق شرع الله وتوحّد الأمّة وتحرّر إرادتها وتعتقها من إستعباد الغرب لها.
فليكن نحو العالم نموذج للتأسّي به في بناء مجتمعات إنسانيّة سويّة. لذلك فإنّ الاشتغال بما بحقّق إقامة الخلافة هو المعوّل عليه
في تغييرأوضاع الأمّة حقّا ، وعليه كان لابدّ من التصدّي للعوائق التّي تحول دون إقامتها ويكون ذلك فكريّا وعقائديّا من خلال بلورة
أحكام الإسلام وعرضه كمبدأ يعالج جميع شؤون الحياة ، في الإقتصاد والاجتماع والسياسة والتعليم والعقوبات . وبتبيان تفرّده في
تحقيق الطمأنينة والسّعادة للبشريّة .تلك التّي تملكها الأنظمة الرأسمالية
العلمانيّة من ضعف بمختلف اشكالها القوميّة والوطنيّة والمعلّمة.
كما أنّ طريقة إقامة الخلافة إنّما تكون بتقصّد دوائر النّفوذ والتأثير في عالمنا الإسلاميّ بكسبه الأنصار مؤيّدين وعاملين لتطبيق
الرؤية الاسلاميّة التّي تقودنا نصرا فريدا ورائعا من العيش المتميّز الرّفيع.
لاشكّ بأنّ المسؤوليّات جسيمة والحمل ثقيل، والمخاض الذّي تمرّ به الأمّة الإسلاميّة عسير.ممّا يوجب توحيد الجهود باتّجاه ما يحقّق
تحوّلا جذريّا في حياتها ويرسم لها طريق النهضة والإرتقاء . من هنا كان لابدّ من التصدي للحملة التّي تتقصّد تحريف الإسلام وتفريغه
من محتواه ليلائم مصالح النخب الحاكمة . ولضمان استقرار واستمرار نفوذ الغرب وهيمنته على العالم الإسلامي من جون أيّة عوائق
تهدّد ذلك كما هو حال الحملة السائرة لدمقرطة الإسلام بغية تفريخ اسلام علمانيّ يرسّخ فصل الدّين عن الحياة في حياة الأمّة.
هنا كان تغيير الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين هو السبيل العمليّ لاستعادة سلطان الأمة وسيادة الشرع في حياتها ،وبالتّالي
تحرير بلاد المسلمين وإيقاف العبث بها والحفاظ على ثرواتها وتحقيق عزّتها وكرامتها ، بخاصّة مع فقدان الأمل في إصلاح تلك الأنظمة
المقيتة المركّبة بعناية ورعاية من الغرب. ومع صدورها في غيّها بشكل مذهل ومهول ، ضاربة بعرض الحائط كافّة مسلّمات الأمّة
ومصالحها.
والخلافة هي تاج الفروض وحصن الأمّة ومبعث الخيرات وعليه كان صرف جهود النّاس عن العمل الجادّ لإقامتها بالإقتصار على
الأعمال الفرعيّة والنّشاطات الخيريّة التي تشجّع الأنظمة في الشرق والغرب على الإشتغال بها ، بل وتحتضنها وتكافئ بالجوائز
العاملين عليها ،إنّما هو ضرب من بعثرة الجهود وتشتيت المقدّرات التّي نحن بأمسّ الحاجة لها ، حيث وصل بكاء الثكالى واليتامى
وصرخات المعتقلين والأسرى وأنين المرضى وأدعية المغلوبين على أمرهم من الفقراء والمشرّدين والملاحقين لقولهم ربّنا الله
عنان السماء.
وعليه كان لابدّ من التوقّف عن ارتجال الأعمال وردّات الأفعال العبثيّة المدمّرة والمسبّبة للإحباط، وكان لزاما علينا اتباع نهج
نبيّنا الكريم في إقامته لأوّل دولة للإسلام والتأسّي به في خوض الصراع الفكري والكفاح السياسيّ وطلب النّصرة من القادرين
عليها بغية إقامة دولة الخلافة الراشدة التّي بشّرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلّم في قوله :" ثمّ يكون ملكا جبريّا ثمّ تكون
خلافة على منهاج النبوّة."
فالعمل على استعادة سلطان الأمّة الذّي يحكّم شرع الله في الحياة ويعلن العبوديّة الصرفة له دون سواه هو الخطوة السليمة
الأولى فيما ينبغي البدء به لتحقيق الخلاص للأمّة الإسلاميّة ، بل وللبشريّة جمعاء.
ذكرى هدم الخلافة : الثامن والعشرون من رجب 1342هـ
فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تكون النبوة فيكم ما شاء
الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله
أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم
يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء
أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت
فاعملوا لاعادتها مع العاملين فنعم الأجر العظيم
وفي ذكرى هدم دولة الخلافة فليكن ذكرى
هدمها انطلاقة لأمّة الإسلام لتعيد إقامة الخلافة من جديد لتقيم شرع الله في الأرض وتعود هذه الأمّة
خير أمّة أخرجت للنّاس فتؤدّب الكفّار وتخرجهم من الظلمات إلى النّور كي يعبدوا الله الواحد الديّان