كنا نتناول طعام الإفطار المتخم بما لذ وطاب، اللهم لك الحمد
عندما قالت زوجتي: عندى لك خبر يعجبك
قلت: خير إن شاء الله
قالت: جارتنا أم سامى اقترحت علينا أن نعقد حلقة قرآن كل يوم تعلمنا فيها التجويد
(( أخيرا خبر يسر القلب ))
قلت: جميل جدا بارك الله فيها
قالت: اتفقنا أن نجتمع اليوم لأول مرة وأنا عرضت أن يكون الاجتماع فى شقتنا
قلت: عظيم، زيادة فى الأجر والثواب إن شاء الله سألتني: يعنى ليس لديك مانع
رددت: بالعكس أنا موافق ومؤيد تماما
قالت: شكرا، لكن لي طلب
قلت: نعم
قالت: أريد أن تشتري لي دفتر 100 ورقه لأكتب فيه كل الأحكام ويكون مرجعا عند التلاوة
قلت: بس كده من العين دى قبل العين دي
بعد صلاة التراويح عرجت على المكتبة واشتريت الدفتر المطلوب، عدت إلى البيت فوجدت زوجتي قد أعدت بعض الحلويات وجهزت الأكواب لتقديم الشاي
بعد قليل رن جرس الباب والتزمت أنا غرفتي للراحة قليلا
طرْق على الباب، دخلت زوجتي وقالت: رد أنت على التليفون حيث فصلت الجهاز الموجود بغرفة الاستقبال حتى لا يزعجنا أثناء التلاوة
قلت: لا تشغلى بالك سوف أرد على أي مكالمة :بعد دقيقتين
طرْق على الباب، دخلت زوجتى وقالت: أم بدور أحضرت معها أطفالها بدور و أحمد، هم مع أطفالنا.. فقط مر عليهم كل فترة للاطمئنان
((أجر وثواب ….لا بأس))
قلت: حاضر
بعد دقيقتين
طرْق على الباب، دخلت زوجتي وقالت: أم حسين أحضرت أطفالها حسين وحسن وحسنيه لو سمحت راقبهم لأنها تقول أن حسنيه هوايتها إدخال الأشياء الرفيعة في فيشة الكهرباء
لا حول ولا قوة إلا بالله وأصمت يا رجل وأحتسب
أجر وثواب…. لا بأس
قلت: حاضر
تركت غرفتي ودخلت غرفة الأطفال، ترك الأطفال اللعب ونظروا إليّ مستكشفين
ابتسمت لهم ابتسامة مشجعة، فردوا بابتسامات ماكرة صفراء
بعد دقيقتين
طرق على الباب، دخلت زوجتي وبيدها ثلاثة أطفال آخرين وقبل أن تقول أي شئ أشرت إليها بأننى أتفهم الموضوع فتركتهم شاكرة ومضت
بعد دقيقتين
طرق على الباب، مددت يدي أتحسس شبشبي كي أقذفها بها ولكن للأسف هذه المرة كان طفل واحد طرق الباب بنفسه ودخل
بدأت تنشب معارك بين الأطفال على توزيع الألعاب ولحل المشكلة اقترحت عليهم أن أروى لهم قصه ولكن لم أتلقى أى موافقات
رن جرس التليفون
المتصل: السلام عليكم ممكن أكلم أم بدور
قلت: إن شاء الله
خرجت من الغرفة وقفت عند غرفة التلاوة، ناديت زوجتي وأخبرتها للرد من عندهم قائلا: مكالمة لأم بدور
عدت إلى الغرفة
سمعت صرخة أحد الأطفال من الغرفة جريت إليها وجدت حسين يبكي بشده ممسكا بجبهته فقد دفعه محمد فصدم رأسه فى الحائط مستفيدا مما شاهدت زوجتي تفعله.. جريت إلى الثلاجة وأخرجت كيس ملوخية مجمد ووضعته على مكان الصدمة
رن جرس التليفون
المتصل: السلام عليكم ممكن أكلم أم سامى
قلت: إن شاء الله
خرجت من الغرفة وقفت عند غرفة التلاوة، ناديت زوجتى و أخبرتها للرد من عندهم قائلا: مكالمة لأم سامي
عدت إلى غرفة الأطفال.. ولكن أين حسن؟، لقد نسيته في الحمام خرجت بسرعة وأخرجته من الحمام وهو يبكي بشدة
عدت إلى غرفة الأطفال...... رباااااااااااااه
طرت فى الهواء كحارس مرمى ألمانيا، لكى أمنع حسنيّة فى آخر لحظة من إدخال بنسة شعر في فيشة الكهرباء
رن جرس التليفون
صوت نسائي ناعم: السلام عليكم ممكن أكلم أم أيمن؟
قلت: إن شاء الله
خرجت من الغرفة ووقفت عند غرفة التلاوة، ناديت زوجتي و أخبرتها للرد من عندهم قائلا: مكالمة لأم أيمن
جاءني الرد: أم أيمن مين؟
قلت: أنا عارف؟.. مش فى واحدة من الجارات إسمها أم أيمن
الرد مرة أخرى: لأ مفيش
عدت ورددت على المتصلة: الرقم خطأ
ضحكة رقيعة ملعلعة
وأقفلت الخط
((أجر وثواب ….لا بأس))
عدت إلى الغرفة كانت المعارك على أشدها
صاح حاتم: بابا نلعب حصان
رفضت، فأنخرط الأطفال في البكاء بصوت رهيب، فاضطررت للقبول أخذت أحبو على أربع وعلى ظهري اثنين من الأطفال فى كل مرة
أحسست برودة على ظهري وأنا أنقل الفوج الثالث من الركاب، تفحصت الوضع.. يبدو أن أم بدور نسيت حفاظة بدور
((أجر وثواب ….لا بأس))
أخيرا دخلت زوجتي وصاحت: : هيا يا أولاد علشان تروحوا
(( لا ردكم الله أنتم وأمهاتكم ))
دخلتُ للاستحمام من أثار العدوان وخرجت صامتا متصبرا كاظما غيظي، خرجت لصلاة القيام، وعدت إلى المنزل والجميع نيام
لمحت الدفتر على الطاولة تناولته وجلست لأقرأ وأستفيد ما يعوضني عما لقيته
كان عنوان الصفحة الأولى
أحكام النون الساكنة والتنوين.. الإظهار
ولا شيء بعد ذلك
قلبت الصفحة
لا شيء
لا شيء
ما هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قلبت الصفحات على عجل فوجدت كتابة بدءاً من منتصف الدفتر
((أخيراً ….. الحمد لله ))
أول صفحة مكتوبة لآخرها
العنوان: أكلة سورية.. مقلوبة الباذنجان بسيقان الدجاج
ثاني صفحة مكتوبة لآخرها
العنوان: أكلة سودانية.. ويكة الباميه باللحم الضانى
ثالثة الأثافى
أكلة مغربية.. الكسكسي بالبرقوق الأسود المعسل
آآآآآآآآآآه :
أجر وثواب ….لا بأس
منقوول