السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يخطئ بعض المقدمين على الحياة الزوجية .. في أمر مهم وهو أن يجعلوا من التاريخ حكاية مجلسهم .. ظنا منهم أنها الصراحة المطلوبه من أحدهما تجاه الأخر .. ويستوجب عليه القيام بها بل ويحمد عليها ..
ومما لا يشك فيه عاقل أن هذا خطأ .. وقد يعّرض الحياة الزوجية في بدايتها لحاله من الزعزعة ويفقد كلا الزوجين مشاعر الالفة والمحبة والاطمئنان للطرف الأخر ..
فماذا يعني أن يكون التاريخ حكاية مجلسنا ..؟؟! ..
أن تأت الزوجة فتصارح زوجها بعدد من تقدموا لها قبله .. وكم رأت منهم .. أو أنها كانت على علاقة بقريب لها وتقدم لخطبتها وكانت تحبه وتعلقت به لم يتفقا .. أو حال بينهما ثمة حائل .. أو قد تقول أعجبت بالشخصية الفلانية في عائلتي وكانت أمنيتي الزواج منه .. وقد تخرج بكم لا بأس به من صفحات تاريخها .. أو نرى الزوج يقلب صفحات تاريخه أمام زوجته .. فكم علاقة كانت له مع الفتيات .. وكم تقدم ورأى ولم يعجبنه .. وقد تعلق قلبه بفلانه من الناس وأراد الزواج منها الا أن هناك ثمة سبب فرق بينهما .. و و و وخذ من الصفحات ما تمل عيناك من قراءته وأذناك من سماعه ..
فهذا هو التاريخ الذي إتخذاه حديث مجلسهما .. فبدلاً من أن يتحدثا حديث يؤلف بين قلبيهما .. و يقرب الصلة بينهما .. ويُطمئن كل طرف من الأخر ليأنس به و يرتاح اليه .. تجده يقلب هذه الصفحات التي والله لا تأت لهما بخير .. مما يبث الشك والريبة والخوف من الطرف الأخر .. ويزعزع الإستقرار ويجعل كل طرف متأهب لسلوك سيء من الأخر .. عدا إن تطور الأمر وأصبح كل منهما صغير عقل فأخذ يعدد ويعيد تلك الصفحات أمام الأخر أو أمام الأخرين فيقول قد كنت وقد حصل منك وقد فعلت .. مما يعرض الحياة الزوجية في بداية مسيرها لكثير من المعوقات و تتعثر في أول خطواتها ..
وعلى كلا الزوجين أن ينس الماضي .. و لا يردده .. و لايعيده .. ولا يقف كثيرا عند صفحاته .. وليأخذ من الماضي ما يرفع شأنه أمام الطرف الأخر دون كبر أو غرور .. وما يعد حصيلة لإنجازات يفخر بها الطرف الأخر .. وليأخذ منه ما يشعر الأخر بصله و قرب وأمل بحياة سعيدة وما عداه فليبتعد عنه فلن ير منه جميلا ينتفع منه ..
وهناك ايضا يجب على كلا الزوجين الانتهاء عنه .. .. هو الحديث عن ماضي أسرتك .. فأخي كان يدخن وأخي سجن وأختي كذا وأمي عملت وكانت أسرتي كذا وكذا .. فهذا موضوع يفقتد الخير كله ذلك لأنه غيبه بأقرب الناس .. وذكر شيء من حالهم مع الدهر يمر به أي أحد و تتعرض له أي عائلة .. وليس مجالا للفخر حتى تأت بدقيق التفاصيل التي ربما مضى عليها أعوام عدة .. وتظن بذلك صنع خير و تختفي وراء ستار الصراحة بين الزوجين فتنتقص أهلك ولو كان النقص لازال بهم..وتكشف ستر الله عليهم .. فتهدم بيدك حياة قامت لا علاقة بينها وبين حياة الأخرين .. وتخنق أنفاسها الأولى قبل أن تخرج من جسدها .. وإن صادفت ذلك من شريك الحياة فتجاوز وأحسن الظن , وأدفع عن بيوت المسلمين ما قيل فيهم ,, ولا تكثر السؤال وتتبع العوارات وتستغل الفرصة وتكشف أمور ليست لك بحق .. وليس لإطلاعك عليها فائدة ..
هذا ما أحببت أن أوضحه على عجالة لكل مقبل ومقبله على الزواج .. ولينتفع به عامة المسلمين .. و لا يزين لهم الشيطان سوء عملهم فيرونه حسنا .. وهو والله سيجر عليهم ما هم في غنى عنه .. وسيحرمهم أسعد لحظات تمر في حياتهم الجديدة ..
وفقكم الله