تتعرض الحياة الزوجية كسائر العلاقات الأخرى لفترات فتور وبرود وصمت بين الزوجين وإذا لم يتنبه أحد الطرفين ويحاول إسعاف الوضع ومعالجة الخلل. فإن النتيجة هي جفاف عاطفي وتباعد وجداني .. ولا نبالغ لو قلنا بأن الملل الخرس الزوجي قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى طلاق روحي بين الزوجين!!! وإن استمرا في العيش معا .. فنجد كلا من الزوج والزوجة يعيشان تحت سقف واحد ولكنهما منفصلان معنويا . وتلجأ الزوجة أحيانا إلى استعمال الأبناء كسفراء. دائمين أو متجولين بينها وبين زوجها وغالبا ما يسبب صمت الزوج قلق المرأة فالكلام عند المرأة تعبير عن الاهتمام والشوق. أما الرجل فنظرته تختلف تماما حيث يرى البيت مكان الاسترخاء والراحة بعد عناء وتعب يوم كامل.
مجلة الجزيرة استطلعت آراء العديد من الأزواج والمهتمين بالشؤون الأسريةعلى النحوالتالي:
يقول أحد الأزواج الصمت ليس مرضا على الإطلاق .. بل على العكس فهو أحيانا علاج فعال لتجنب المشاكل والاختلافات !! فبدلا من التحدث والمعارضة التي قد تنتهي بالمشاجرة .. فالأفضل هو السكوت . وصمت الزوج في بيته سلوك طبيعي ولا داعي للقلق تجاهه ولا أتصور أن هناك مشاكل نتيجة هذا التصرف.. فالزوج يعود للبيت بعد قضاء فترة طويلة في الخارج تعرض فيها للإرهاق الشديد نتيجة العمل لذا لا عجب انه استهلك كل طاقته وقواه في حين أن الزوجة خاصة غير العاملة تكون على العكس من ذلك وتريد من يتحدث معها ويخرج بها لكن الحل الأفضل برأيي أن تتفهم طبيعة زوجها وانشغاله وعدم قدرته على مواصلة الحديث معهاوانه قبل كل شيء بحاجة للراحة والطعام والنوم.. وبعد أن يأخذ الزوج قسطامن الراحة والنوم عليه أن يجالس زوجته ويعوضها عن الفترات التي قضتها بالبيت من دونه.
حوار ونقاش
السيدة مرام تقول : المرأة بطبيعتها تحب الزوج الباسم الذي يعيش كل أوقاته في مرح وضحك ولا تحب الرجل النكدي الصامت الذي يشعر بأن الصمت هو الباب الذي يبعد عنه كل المشاكل.. فالحياة حوار ونقاش .والصمت سلاح الضعفاء ولا أحب أبدا الزوج الضعيف.. وحتى لو كانت هناك مشاكل بين الزوج وزوجته فالصمت يزيد من تعقيد الأمور وإذا كان سببه وجود مشكلة فالأفضل المبادرة بحلها ومناقشتها لأن السكوت يزيد الأمور تعقيدا.
رجل صامت
أم ثامر تقول: زوجي رجل صامت في كل الأحوال في الأحزان والأفراح وعندما يخرج من البيت ويذهب لأصدقائه تزول عنه عقدة الصمت.. ولا أعرف سبب صمته في البيت وكلما حاولت استدراجه في الكلام والضحك أجده يتصرف بشكل جاف.
وتضيف: في بداية أيامنا الزوجية كان يضحك ويتشاجر معي ويرجع ليرضيني بعد طول فترة الزعل أما بعد مرور سبع سنوات فالأمر اختلف تماما.. ربما ذلك عائد لتزايد الهموم والمشاكل والانشغال بتربية الأبناء وقضاء حوائجهم وقد حدث أن صارحته في هذا الموضوع ورد علي بكل برود لقد كبرنا على الضحك والنكتة ولم اقتنع طبعا بكلامه لذا فإنني عندما أرغب في الضحك وإخراج نفسي من الحياة الروتينية أذهب للأطفال وأضحك معهم حتى لا تموت نفسي وأفقد الإحساس بالحياة.
زهد
الأخصائية الاجتماعية سوزان أحمد تقول إن الأسباب التي تدفع الزوج لأن يعامل زوجته بطريقة سيئة ويمتنع عن الحديث معها هي البيئة الحقيقية للزوج..
فعلى سبيل المثال عندما يشاهد الطفل أباه وهو يعامل أمه بهذه الطريقة تظل الصورة مطبوعة في خياله حتى عندما يتزوج فيعتقد أن تلك هي الطريقة المثلى للتعامل مع المرأة.. وهناك فروق بين الكراهية والنفور.. فالشائع أن يكون هناك نفور بين الزوجين في مرحلة أو أخرى من تاريخ زواجهما لكن الكراهية تولد أذى بدنيا أو ماديا او نفسيا او معنويا.. وقد يحدث أحيانا نفور بين الازواج مع طول فترة الزواج نتيجة لاسباب مختلفة منها عدم الصراحة والوضوح بين الطرفين. أو عدم التجديد والروتين والرتابة في العلاقة الزوجية .
وتضيف الأستاذة سوزان قائلة الصمت بين الأزواج نوع من زهد أحدهما في الآخر ذلك أن امتلاك الشيء يؤدي إلى الزهد فيه. بمعنى أنه قبل الزواج كانت هناك جاذبية معينة لدى كل طرف تجاه الآخر. ولكن بعد الزواج تقل هذه الجاذبية نتيجة لثبات المظهر. حيث يألف الزوج رؤية زوجته. وعادة ما يبدأ الصمت عندما لا يجد الزوج المظهر الجميل للزوجة. لأنه لو تكلم فسيكون كلامه نقدا. ولذلك فإن الصمت عند الرجل ليس دليلا على الرضا. وإنما هو أحيانا بديل عن النقد.
علاج بسيط
هناك نقاط بسيطة لو حاول تطبيقها كلا الزوجين فسيلاحظان تغيرا جذريا في علاقتهما الصامتة ومنها مثلا: التجديد في المنزل .. من ترتيب للأثاث وتنويع في الديكورات. اللباقة في الحديث الجذاب وإثارة الموضوعات الشيقة وعرضها بصورة لطيفة لا تثير الجدل .. الابتعاد ولو لفترة مؤقتة ليتم الاشتياق .. والزوج لابد ان يكون متجددا ومتغيرا .. فكما يحب من زوجته أن تتجمل له . عليه أن يجيدالطرق التي يتجمل فيها لزوجته. .. على الزوجة ألا تشعر زوجها بأنه في حالةاستجواب وعليها أن تختار الحديث المناسب قبل أن تشتكي من صمته . فليس من المعقول أن يكون كل مفردات حديثها قائمة من الطلبات التي لا تنتهي .إن التوافق الزوجي مطلوب فلا بد أن يكون هناك تشابه في ميول الزوج والزوجة والطبائع بينهما ليكمل احدهما الآخر وبالتالي يسود الحب والفهم المتبادل بينهما حتى اذا صمت الزوج نجد زوجته المتفاهمة تعرف جيدا سبب هذا الصمت وتحاول بذكائها تغيير هذا السلوك . طبيعة الأنثى تحب أن تسمع كلمات الاشتياق من زوجها لذا كن على اتصال دائمابها .. كلمها في اليوم أكثر من مرة .. قل لها بصدق إنك مشتاق جدا إليها وللعودة إلى البيت ورؤيتها .. اتصل بها فقط لتقول إنك كنت تفكر فيها..
أخيرا لا ننسى أهمية الدعاء وذكر الله في جميع الأوقات .. لأنه يريح النفس ويشعرها بالطمأنينة.
منقول ..