الذبح الجماعي للبهائم وربطها أمام المحلات لا تقره الشريعة
أبها: محمد آل عطيف
فند دعاة تبريرات بعض ممتهني الجزارة في السعودية بأن عرضهم للحيوانات الصغيرة الحية مثل الإبل أمام محلاتهم من باب الدعاية والإعلان عن منتجات محلاتهم من اللحوم المحلية الطازجة، جاء ذلك بعد انتشار ظاهرة ربط المواشي الحية على أبواب محلات بيع اللحوم الطازجة في بعض المناطق السعودية، وعلى الطرق السريعة، وفي مداخل المدن، وانتشار الذبح الجماعي في المسالخ الأهلية والعامة.
وقال مستشار الدعوة في عسير الشيخ محمد الدباش إن الإسلام دين أمر بالإحسان والرفق في كل شيء، والإسلام يدعو إلى ذلك، حتى عند قبل موت الذبيحة، وقال صلى الله عليه وسلم "فليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته" ونهى المصطفى صلى الله عليه وسلم عن أن تُذبح البهيمة أمام رفيقاتها، والإسلام دين رحمة، فهو ينهى عن مثل هذه الأمور، لما يحصل فيها من تأثر لدى البهائم، وخصوصاً الإبل، لأن عاطفتها قوية وجياشة، وكما علمنا أن صغار الإبل عندما تُذبح أمام أمها، فإن الأخيرة قد تفقد حياتها من هول الصدمة، ومربو الإبل يعلمون ذلك جلياً.
وأضاف "الكثير من المسالخ العامة والخاصة لا تتقيد بمثل هذه الضوابط الشرعية، فنجدهم يسوقون الإبل زرافات ووحدانا، وتذبح على مرأى من مثيلاتها وسط صياحها وتأثرها مما تُشاهده، ولذا يجب على الجزار أو بائع اللحوم المسلم أن يبعد الحيوانات عن مشاهد الذبح، أو اللحوم المعلقة في المحلات، وألا يقيد بهيمة أمام محله ونظيراتها مسلوخة ومعلقة".
من جهته يقول المحاضر في جامعة الملك خالد محمد متعب بن كردم "من مبادئ الإسلام التي أقرها وشرعها بين الخلائق الرفق بالحيوان، وهو ما قد يكون غائبا عن البعض جهلاً أو نسياناً، هذه البهائم والنَعَم التي تفضل الله تعالى على عباده بها، فمنها يأكلون ومنها يركبون، وعليها يحملون أمتعتهم وبضائعهم، قال الله تعالى (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون، وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون، ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون) "فالإسلام حذر من أذية الإنسان والحيوان".
وأضاف "ومع هذه الرحمة العظيمة التي كان يوليها النبي صلى الله عليه وسلم للحيوان، ومع ذلك العطف الكبير عليها، فقد كان يذبح الهدي والأضحية ويأمر بذلك، وليس في ذلك أي تعد على الحيوان، وليس في ذلك أي ضرر عليه ولا على نسله، ومن مَظاهر الرحمة الشاملة بالحيوان الأعجم، عدم إلحاق الضرر به أيًّا كان هذا الضرر، ومنه تَحْمِيله ما لا يُطِيق وإرهاقه في السَّيْر، ففي مسلم وغيره قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا سافرْتم في الخِصْبِ فأعْطُوا الإبل حظًّا من الأرض"، والإحسان إلى الحيوان عند الذَّبْح، جاء في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " إنَّ الله كَتَبَ الإحسانَ على كل شيء، فإذا قَتَلْتُم فأحْسِنُوا القِتْلَة، وإذا ذَبَحْتُم فأحْسِنُوا الذِّبْحَة، وليُحِدَّ أحدُكم شَفْرَته، ولْيُرِحْ ذَبِيحَتَه" رواه مسلم. يقول ربيعة الرأي: من الإحسان ألا تُذْبَح ذبيحة، وأخرى تنظر إليها".