احساس انثى مسلسلاتي مبدع
•][ مُسآإهَمآتـﮯ ][• : 165 نقاط : 495 السٌّمعَة : 0 •][ مِيلآدي ][• : 12/08/1990 •][ تَآريخِـﮯ ھ'نـآآ ][• : 13/07/2012 •][ عُمرـﮯ ][• : 34 mms :
| موضوع: كلنا خرجنا من - معطف جوجول السبت يوليو 14, 2012 3:34 pm | |
| بسم الله الرّحمن الرّحيم
" كُلُنا خرَجنا مِن مِعطَف جوجول " بهذه الكلمات تحدّث " دوستويفسكى " أحد كبار أساتذة الأدب وتلميذ الأديب الروسى " جوجول " علي الرغم من أن قرنا كاملا قد مضي, وأن قرنا آخر قد انقضي منه نصفه, فلا يزال معطف' اكاكي اكاكيفيتش', بطل قصة جوجول, جديدا لم يعرف البلي... بل ولم تخل جيوبه من فضة الإنسانية المعبأ بها علي مر تلك الحقبة من الأزمنة المتعاقبة. ومنذ ذلك الحين أيضا والإنسان يتوارث الظلم وتتعاقب علي كاهله قلوب رثة مزَّقها حقد الإنسان علي الإنسان, والتعامل الفوقي والتعاظم الطبقي السواد الذي يملا قلوب بني البشر. بقراءة أولية لهذه القصة تفرض علي القارئ الشعور بانعدام الحيلة إزاء ما يجري من أحداث تميل إلي الواقعية المحبِطة بكافة مفرداتها وتفصيلاتها وما تعكسه من متناقضات, فمرة نجدنا نركن إلي العطف علي هذا الرجل' اكاكيفتش' الخاضع الخانع, والذي لازمه بؤسه منذ الولادة وكأنما وُلد معه ختم بالبؤس علي جبينه! لدرجة أن عاني الأهل في إيجاد مسمي مناسب له فسُمي علي اسم أبيه اضطرارا. ( وصنع الاسمان معا علي الطريقة الروسية جرساً فكاهياً: أكاكي أكاكيفتش أي أكاكي ابن أكاكي وأكاكي واحدة تكفي). ومرة تجد الإحساس يميل نحو السخط إزاء سلبيته المفرطة أمام الحياة لدرجة تمنحك الحق في التشفي, إلا أن طيبته وهدوءه يجبرانك علي التأني في الحكم. إن لهذا الكاتب ولهذه القصة بالذات معطفا تربي في كنفه جيل من مُبدعي الأدب الروسي الكبار.. وكتابته تتميز بالتفرد والتنامي, وكأنها كتلة بشرية اجتمع فيها المجتمع الإنساني برمته في بضع كلمات اختزلته.. ونجدها تتناسب مع كل العصور والأزمنة وتحاكي القراء بشتي مستويات الوعي والإدراك فيتذوقها القارئ العادي ويتعلم منها الأديب, وتعجب الروسي والعربي وما بينهما. .. ما فعله جوجول حين ركز علي اختلاجات موظف الدرجة التاسعة ومدي فرحته بمعطفه الجديد بعد أن اهترأ القديم منذ زمن طويل واستنفد كل مراحل الترقيع حتي صار مثار سخرية الزملاء حين وصف تلك الفرحة بعد معركة مع النفس ومع الفقر ومع الترزي, فإنه أسس دون أن يعي المذهب الواقعي في الأدب الروسي وبكل عفوية. لكل أدب واقعيته, ولكل واقعية أدب
فلعلها تندثر الفجوة " المصطنعة حديثاً " بين الأدب والواقع فالأدب أساسه نقل للواقع بعُمق وجمالية أو استناد الى الخيال بأساس واقعى يبقى الواقع هو قوام الأدب وتراث يحدد هوية المجتمع الذى يحيا به الأديب ومعاناته تماماً كالتراث الذى أسّسه أدباء الواقعية فى العالم | |
|