ينافسون النساء على عيادات التجميل وصالونات العناية بالبشرة
20% من الرجال يلجؤون للجراحات التجميلية والسرية شرط أساسي
الإقبال على عمليات التجميل يتفاوت بحسب المستوى الثقافي والاجتماعي والمادي
الرباط: خديجة الطيب
ازداد إقبال الرجال على العمليات الجراحية التجميلية في المغرب، ولم يعد هذا المجال حكراً على النساء، حيث تؤكد الجمعية المغربية للتقويم والتجميل أن الرجال يشكلون نسبة 20% من الأشخاص، الذين يقبلون على الجراحة التقويمية، بينما تحتل النساء نسبة 80%، من الأشخاص الذين يلجؤون إلى الجراحة التجميلية.
ويقول اختصاصي التجميل رئيس الجمعية المغربية للتقويم والتجميل صلاح الدين السلاوي، إن الرجال الذين يعانون من مشاكل في الوجه والشعر هم الأكثر إقبالا على عمليات التجميل، ومن فئة الشباب خاصة، لأن هذه المشاكل تسبب لهم متاعب في حياتهم اليومية، وتقف حاجزا أمام تحقيق طموحاتهم.
وعزا السلاوي تزايد أعداد الرجال المترددين على عيادات التجميل إلى الرفاهية الاقتصادية وطبيعة الحياة العصرية. وعن تهافت النساء أكثر من الرجال على إجراء عمليات التجميل، قال "المرأة لطبيعتها الفطرية تجتهد من أجل تحسين مظهرها، مستفيدة من الوضع الاجتماعي والعائلي اللذين يشجعانها على ذلك".
ويشير السلاوي إلى أن "الغالبية العظمى من الرجال يحرصون على إجراء عملياتهم في سرية تامة، ولا يعلمون حتى المقربين منهم، بينما تخبر المرأة عائلتها، على الأقل زوجها أو والديها عن قرارها بإجراء عملية تجميلية".
ويقول فؤاد الصباري (اختصاصي الجراحة التجميلية) "بعض الرجال يحرصون على إجراء عمليات تجميلية بمقاييس فنية، حيث يتشبهون بالفنانين، ويصرون - مثلا- على إجراء عملية تقويم الأنف، ليصبح كأنف فنان مشهور". ويضيف "تعد عمليات شفط دهون البطن وتقويم وتجميل الأنف، وزراعة الشعر، وشد أو تشبيب البشرة، وإزالة تجاعيد الجفون، وشفط دهون الثدي، من أهم العمليات التي يقبل عليها الرجل، وأخذت تنتشر بين أوساط الشباب، خاصة أولئك الذين يعملون في قطاع الأعمال، لأسباب مختلفة أهمها أنها تمنحهم الثقة بالنفس، أما المتقدمون في السن، فيفضلون إجراء عمليات شد الوجه وتشبيب الجفون وشفط دهون البطن".
ويؤكد الصباري أن الاهتمام بالمظهر الخارجي بالنسبة للرجل، يتفاوت بحسب المستوى الثقافي والاجتماعي والمادي، حيث تفرض طبيعة عمل المشاهير ورجال الأعمال والمثقفين اهتماما خاصا بالمظهر".
ويضيف "لم يعد الرجال يرضون بحلاقة الشعر والذقن فقط، للحصول على مظهر جميل كما كان في السابق، وقد بدأ هوس الرجال بصناعة التجميل مع انتشار صالونات التجميل الرجالية التي تهتم بكل ما يعني الرجل في مجال التجميل".
ويشير إلى أن "بعض الرجال يصابون بحيرة وتردد، ويخشون من عدم تقبل محيطهم لمظهرهم الجديد، لكنهم سرعان ما يحسمون أمرهم، ويقبلون على العملية بشجاعة، حين يقنعهم الطبيب، ويرفع من روحهم المعنوية، وبعد العملية الأولى يلاحظ أن هؤلاء المترددين أصبحوا زبائن دائمين لعيادات التجميل".
وعن أصعب الحالات التي واجهها، يقول الصباري "بعض الزبائن يأتي حاملا معه لائحة بالعمليات التي سيجريها، كأن يقول إنه سيقصر أنفه الطويل، ويزرع شعرًا لرأسه، ويشد جلد الوجه، ويعدل شكل الحواجب، ويصغر حجم ثدييه.. في هذه الحالة نقنع الزبون بإجراء عملية أو اثنتين، ثم ننتظر حتى يتأقلم مع شكله الجديد، لنكمل باقي الطلبات"، مشيرا إلى أن النسبة الكبرى من الحالات التي يستقبلها في عيادته تتجه نحو إزالة التجاعيد من الوجه والجبهة والعينين وشفط الترهلات من المعدة.
وعن اختلاف عمليات التجميل النسائية والرجالية يقول الطبيب "يشترك الرجال والنساء في بعض عمليات التجميل مثل تجميل الأنف وشفط الدهون وإزالة الترهلات، إلا أن شفط الدهون في الرجال يختلف عنه في السيدات، حيث تزال الدهون عند الرجال من منطقة البطن والثديين، بينما الشفط عند المرأة يتم في الأرداف والفخذين، وهناك عمليات تجميل أخرى للرجال مثل الصلع، وتجميل الثدي الذي قد يكون كبيرًا بسبب اضطراب في الهرمونات أو السمنة".
ويعرف الصباري العمليات التجميلية أو التقويمية على أنها تغيير شكل أي عضو من أعضاء الجسم ومعالجته، وتعويض فقدان أي جزء من الجسم، ويؤكد أن عمليات التجميل أصبحت مضمونة النتائج.
ويشير إلى أن عملية شد الوجه تتم بالتخلص من الجلد الزائد، مع شد الأنسجة الغشائية تحت الجلد، وعملية تجميل البطن تستهدف التخلص من الأنسجة المترهلة والدهون المتراكمة، وتعيد للبطن وضعا طبيعيا، وعملية شد الأجفان تم خلالها التخلص من الانتفاخ الحاصل في الأجفان بإزالة الفتوق الدهنية، واستئصال الجلد الزائد، وتهدف جراحة الأنف إلى إحداث توازن في ملامح الوجه، عن طريق تصغير أو إزالة أية نتوءات ظاهرة بالأنف.
ويرفض بعض الشباب إجراء عمليات التجميل، أو الإقبال على مراكز متخصصة في العناية بالجسم والبشرة، أو استعمال مراهم ومساحيق رجالية، وقال عالي (طالب جامعي) "عمليات تجميل الشكل تتنافى مع مفهوم الرجولة، وأظن أن المقبلين عليها يتشبهون بالنساء، إلا إذا كانت هناك دوافع لإجرائها، كالإصابة بتشوه خلقي منذ الولادة".