تمخّضَ الجبل فولد سَقْطاً .. المادة الثانية كُفر بواح!
بقلم :د طارق عبد الحليم
الأربعاء 11 يولية 2012
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحمدُ لله الذي أرسل رَسوله بالهُدى ليظهره على الدين كله ولو كَرِه الكافرون. ولعنةُ الله وملائكته على من أعرض عن بعض دينه وجعل مع الله آلهة يُشرّعون من دونه.
تمخّضَ الجبل فولد سَقْطاً! خرج هؤلاء العلمانيون الرافضون لدين الله سبحانه، من الليبراليين، ومن تلك الجماعة المنافقة "الإخوان"، فأصرّوا على أن هذا النصّ الكفريّ الواضح "الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، والأزهر الشريف هو المرجعية النهائية فى تفسيرها، ولأتباع المسيحية واليهودية الحق فى الاحتكام لشرائعهم الخاصة فى أحوالهم الشخصية وممارسة شئونهم الدينية واختيار قياداتهم الروحية" هو ما توافقوا عليه داخل مجلسهم الكفريّ.
هذا ما كنا نخشى من إخوان السوء. هذا مصداق ما قلنا من أنهم جماعة وطنية ليبرالية، لا دخل لهم بدين الله أصلاً. مبادئ الشريعة! أي شيطان جاء يهذا التعبير وزرعه كفراً وعناداً لله ورسوله، بين طوائف المسلمين، لينحرف بهم عن شريعتهم السمحاء، بل لينحرف بهم عن منافع الدنيا ويحرمهم من البركات أن تُنَزَّل عليهم من السماء والأرض؟
إن مبادئ الشريعة الإسلامية، هي تصورات عامة كلية توجد في كلّ ملة ودين. وأي مذهب أو دين أو شبه دينٍ، لا يريد العدل والحرية والمساواة؟ لكن الأمر كان، ولا يزال، ما هو العدل، وما هي الحرية والمساواة؟ كيف تكون؟ هذا ما تختلف فيه الشريعة الإلهية عن القوانين الإنسانية الوضعية، لا في مبادئها، بل في تفاصيل أحكامها.
والأعجب أن هؤلاء الكفرة المنحلون، قد أباحوا للصليبيين والصهاينة أن يتحاكموا إلى تفاصيل شرائعهم المحرّفة، بينما نزعوا هذا الحق من الأغلبية المسلمة، أن تتحاكم إلى تفاصيل شريعتها. يالله، وهل أكفر من ذلك يقع فيه مرتدٌ عن دين الله؟
لقد وفي محمد مرسى بوعده الذي قطعه على نفسه يوم أن قال لمذيعة التلفاز إنه، وجماعته، لا يرون إلا أن مبادئ الشريعة هي التي يجب أن يتحاكم اليها المسلمون، وأن الحدود ليست من شرع الله، أخزاه الله وأعمى بصيرته وحاكمه إلى ما ارتضاه لنفسه، يوم يُبعث مع فرعون وشنودة.
إن الحديث عن المادة الثانية، هو زيفٌ محضٌ يعرف مرددوه أنه يخرج عن إطار الشرع الحنيف، وأنه حيلة من الحيل يلبّس بها شيطانهم على الدهماء من الناس دينهم، ليطنوا واهمين أنهم يتحاكموا إلى الشريعة. ووالله لا أدرى كيف ينام هؤلاء الكفرة ليلهم، ويطيب لهم مآكلهم وهم يعلمون أنهم غاصبون لحق الله في التشريع، ولحق الأمة في التحاكم اليه.
هذا الدستور قد حكم على نفسه بالكفر، وعلى كل من شارك فيه أو ساهم في كتابته، أو اتبع خطواته، أو تحاكم اليه ورضى به، بالردة عن دين الله، إن كان ممن ولد مسلماً، لا يختلف في ذلك فقيهان، ممن في عقولهم علمٌ بدين الله وفي قلوبهم تقوى لله.
الأمر اليوم هو ما يجب على الإسلاميين أن يتخذوه من موقف ضد هذا التعدى على دين الله. وهو أن يثبتوا على دعوة الحق، وأن يستمروا في العمل عليها، وأن يبينوا أسس التوحيد الخالص، الذي أعرض عنه هؤلاء المرتدين ممن يتلبسون بالإسلامية، وممن لم يكتفوا بسبيل الديموقراطية العلمانية سبيلاً، بل اتخذوها سكيناً يبيحون به دين الله ويقطعون بها ما أمر الله أن يكون مرجعاً ومنهاجاً. قاتلهم الله أنى يؤفكون.
أما عن محمد مرىسى، فهنيئاً لك صناعتك لدستور علمانيّ جديد، تفتتح به عهدك الرئاسي الأثيم، لتلحق به ركب عبد الناصر والسادات ومبارك، لا تفترق عنهم ذرة واحدة. وكأننا سنغترّ بمشروع اللحية التي تلبسها على جانبيّ وجهك، أو افتتاحك الحديث باسم الله، أو ما شابه مما يشاركك فيه زنادقة كثيرون في مصر المكلومة.
إن هذه المعركة المصطنعة بين إخوان السوء، وبين العسكر، هي، بالنسبة للمسلمين، معركة بين طائفتين لادينيتين، كلتاهما خارج عن دين الله، يتصارعان على السلطة، وعلى مصالح المؤسستين، اللتين تقومان أصلاً على العلمانية الصرفة.
الدعوة هي طريقنا إذن، كما قلنا، وكما ظللنا نردد، لا يلفتنا عنها لافت، فإن هؤلاء المزيفين للإسلام، من إخوانٍ، أو أزهر غير شريف، أوعباد السلاطين من فقهاء السوء، أو من شئت ممن سار سيرهم، هم العدو اليوم. وسلاحنا ضدهم هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونشر التوحيد الخالص الذي يعين الناس على رؤية الطريق المستقيم، وأن يبين زيف هذه العصابة وتنكبها عنه.