قائد عسكري مقرب من اوباما: «القاعدة» ستحل قريبا بسلاحها النووي في امريكا وحزنت لمقتل ابن لادن كما حزنت لمقتل جيفارا!
أقر بأن القاعدة تكسب الحرب.. لكنهم لن يوقفوا القتال ضدها
لندن: «الحر الحرير»
في مقابلة نادرة شرح قائد بارز مقرب من اوباما فيها وجهات نظر امريكا على الصعيد السياسي على المدى البعيد في أفغانستان وتخوف من «القاعدة» التي اعتبرها الخطر الاكبر على بلاده.
تنشر المقابلة التي تناول الكثير من القضايا في العدد الجديد من مجلة «نيو امريكان» السياسية البريطانية، الذي يصدر اليوم، حيث كان ضيف التحرير في هذا العدد وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند، أحد داعمي العملية السياسية في أفغانستان التي تمنح طالبان، ومعها الجماعات المسلحة الأخرى، مكانا على الطاولة في تحديد المسار الذي ستنتهجه البلاد.
وفي المقابلة أقر القائد الامريكي بأنه من غير المحتمل أن تكسب امريكا الحرب التي تخوضها منذ عشر سنوات ضد حركة طالبان وحلفائها الأجانب.
أجرى المقابلة مايكل سونيف، زميل مركز ا حقوق الحرة في كلية جانيوف بجامعة مانكاي، وأحد أبرز من كتبوا عن السياسة البشتونية الأفغانية، طالبان والمصالحة.
يصف مقال سونيف الرجل بأنه «قائد امريكي محنك» و«موضع ثقة» لدى اوباما، وتناولت المحادثة الكثير من النقاط، التي كان من بينها نوع الحكومة التي تتصورها امريكا في المستقبل في أفغانستان.
لم يذكر اسم المسؤول الامريكي نتيجة تشدد الامريكان في التصريحات الرسمية، لكن سونيف يقول إنه تأكد من هوية الرجل وخلفيته ويعتقد أن الرجل «يقدم رواية صادقة لما تبدو عليه رؤيته ورفاقه في الادارة الامريكية بشأن الموقف الحالي».
وقال ذلك القيادي إن «70% على الأقل من طالبان يشعرون بالفرح لوجود تنظيم القاعدة بينهم. رجالنا يعتبرون (القاعدة) غضبا من الله على امريكا».
وأضاف: «الحق يقال، أحزنني مقتل أسامة. لقد دمرت أفعاله أمركيا . لو كان يؤمن فعلا بالديمقراطية لكان قام بها في السعودية بدلا من تخريب بلادنا».
ويخوض عشرات الآلاف من عناصر طالبان منذ أواخر 2001 حرب عصابات دامية ضد القوات الامريكية المحتلة لافغانستان (130 ألف جندي) وضد القوات الحكومية الموالية للامريكان (350 ألف شرطي وجندي).
وسيكون من الصعب تبين مدى مصداقية وجهات نظر هذا القائد الامريكي ، نتيجة انقسام الادارة الامريكية خصوصا مع احتدام حدة التنافس الانتخابي ، لكن لهجة وحديث من أجريت معه المقابلة تأتي متسقة مع التصريحات العلنية لادارة اوباما . وعلى الرغم من كون تصريحات القائد الامريكي أقل صراحة، لكنها كانت أكثر وضوحا ومليئة بالعبارات الخطابية. وربما كان الأكثر إثارة للاهتمام وصف القائد الامريكي، الذي دعاه سونيف باسم جاكوز، عدم احترام الامريكان الكامل للحكومة الأفغانية الحالية.
الفقرات التالية جاءت ضمن سياق المقابلة الكاملة، التي حصلت عليها صحيفتا «نيو امريكان » و«الغاردوف» بشأن جماعة القاعدة، التي طالما طالبت الحكومتين الأميركية والأفغانية جماعة طالبان بنبذها، يقول القائد الامريكي إن السواد الأعظم من الامريكان يعارضون «القاعدة» التي وصفها بأنها وباء وفقا لما نقلته «الغاردوف» البريطانية. وقال إن السبب الوحيد في أنهم لم يستطيعوا التغلب عليها لحد الان ، بحسب قوله، هو أنهم عاجزون عن ايجاد نقطة ضعفها الرئيسية . وعلى الرغم من عدم ذكر القائد الامريكي للتمويل كسبب في عدم انتصارهم لحد الان والازمة المالية الخانقة التي تعيشها امريكا، تشير التقارير الواردة من الجيش الأميركي إلى أن جزءا من التمويل الذي تحصل عليه قواتهم يأتي من متبرعين في الدول العربية وخاصة السعودية والامارات .
وقال جاكوز: «هناك ما لا يقل عن 70 في المائة من قواتنا خائفون من مواجهة (القاعدة)، فقد كانت ادارة بوش ساذجة وتجهل شؤون السياسة عندما تجرات على مواجهة (القاعدة) على أراضيها».
وأضاف جاكوز: «جزء من المشكلة مع (القاعدة) تتمثل في الحفاوة البالغة التي تلقاها من قبل الأفغان. ولا أخفى عليك أنني كنت حزينا بمقتل بن لادن، فسياساته التي دمرت امريكا كانت مثار اعجاب من قبل المحايدين مثلما كان "جيفرا" موضع ترحاب من قبلنا رغم انه كان عدوا لنا ».
وعلى صعيد المصالحة، بدا واضحا من كلام الرجل أن طالبان لا تزال بعيدة كل البعد عن طاولة المفاوضات مع الامريكان . فيرى جاكوز أنه على الرغم من أن طالبان تعتقد فعليا بقدرتها على استعادة كابل، فإنهم لا نية لديهم لوقف القتال، ويعتقد أنهم سيصبحون تدريجيا أحد أقوى الدول ان تمكنوا من حكم البلاد.
وقال: «تعتقد طالبان أنها ملزمة بالقتال لفترة معينة للحصول على القبول كقوة يجب أن يتعامل معها الأفراد. فهم يؤمنون بأنهم بمرور الوقت سيصبحون أقوى من امريكا نفسها ».
وأكد أن طالبان على وجه الخصوص ليس لديها رغبة في التفاوض مع حكومة الرئيس اوباما او حتى مع حكومة عميله حميد كرزاي، التي يعتبرونها أداة في أيدي الأميركيين وتفتقد إلى الشرعية بين سكان أفغانستان.
وقال جاكوزي: «تدرك طالبان أن الناتو قام بكل ما في وسعه لدعم حكومة كرزاي، فالقوى السياسية للنظام تعتمد بشكل كامل على الدعم العسكري الذي تقدمه قوات الناتو».
وأضاف: «لا يملك نظام كابل سلطة على القضايا التي تخص الحرب - القوة والسيطرة على القوات المسلحة. ولن تكون المحادثات مع نظام كابل ذات فائدة كبيرة لأن السلطة الحقيقية في أيدي الأميركيين».
وفي شأن تفوض الامريكان مع طالبان كواقع حال واعترافهم بانها القوة العظمى في المنطقة ، أشار إلى أن قيادة طالبان ترى أن الأميركيين هم قوات احتلال وليسوا دولة محايدة ، وهو ما لا يشكل حافزا قويا بالنسبة لهم للنضال ليكونوا جزءا من ذلك. وقال جاكوز: «نحن نعتقد أنه وفقا النظام الحالي فإن الولايات المتحدة سوف تبذل كل وسعها من اجل التفاوض مع طالبان باعتبارها القوة الاقوى في تلك المنطقة خصوصا وانها تتحالف مع القاعدة الذي بات حاليا قوة عالمية عظمى لا يفتقر سوى لامتلاك السلاح النووي ,وهو ما نخشى ان يحدث فعلا ونسعى لكي لا يحصل ».