لو بحثنا في عدد الفوائد الكثيرة للثوم في الوقاية والعلاج من الأمراض لصح التعبير أن الثوم صيدلية كاملة.إن المتأمل في الدراسات القديمة والحديثة يجد أن أكثرها هو المتعلق بالثوم وسأذكر أهمها هنا...
-عثر على الثوم في كهوف سكنها الإنسان منذ عشرة ألاف عام.ولعب الثوم دورا هاما أثناء بناء الأهرمات فقد كانوا يعطون حصة يومية للعبيد الذين بنوها.وذكر الثوم في 22 وصفة طبية في بردية ايبر المصرية.
-بعد نجاة اليهود من فرعون.طلبوا من موسى عليه السلام أن يبدلهم بمنّ السماء ثوما وبصلا وبقلا وعدسا.
-كان رياضيون الإغريق يأكلون الثوم قبل المسابقات الرياضية كما كان الجنود الإغريق يتناولونه قبل المعارك.
-والثوم دواء عشبي مثالي معروف برائحته وطعمه الحرّيف وهو مأمون تماما للإستخدام المنزلي وعلاج قوي لجملة من المشكلات الصحية.
المنبت والزراعة:
يزرع الثوم اليوم في كل أنحاء العالم ومنشؤه الأصلي آسيا الوسطى.يزرع بتقسيم بصلته ويجنى في أواخر الصيف التالي.
الإستخدامات الطبية:
الجهاز الهضمي:
مفيد في حالات الإسهال المزمن الناتج عن إضطرابات الأمعاء والفطريات,ومفيد في حالات العدوى المعوية بالأميبا والجيارديا,ومفيد في حالات التسمم الغذائي بالسالمونيلا والليستريا,ومفيد في حالات التيفوئيد حيث تظهر الدراسات أن للثوم مفعولا واسعا ضد أنواع كثيرة من البكتيريا بنوعيها الموجبة والسالبة الجرام(مصطلح مخبري).
كما أنه فعال ضد البكتيريا التي أظهرت مقاومة خاصة ضد المضادات الحيوية التقليدية, ومن المفيد العلم بأن تناول الثوم يعطي مفعولا أقوى ضد الجراثيم (مفعول تآزري).وأظهرت بعض الدراسات أن السموم التي تفرزها البكتيريا أثناء العدوى تتوقف مع إستعمال الثوم.
الثوم والجرثومة الحلزونية في المعدة:
معلوم أن الجرثومة الحلزونية تساعد في ظهور قرحة وسرطان المعدة، وقد لوحظ أن المجتمعات التي تتناول الثوم بصورة متكررة تعاني بدرجة أقل من سرطان المعدة، وقد أظهرت الدراسات أن الجرثومة الحلزونية تموت حين تتعرض لعصير الثوم المركز حتى إن بعض أنواع الجرثومة الحلزونية هلكت حين تعرضت لعصير الثوم .
الثوم والكولسترول:
تم إجراء دراسة واسعة في ألمانيا على 291 مريضا يعانون من إرتفاع الكولسترول ودهنيات الدم الثلاثية حيث تم إعطاؤهم حبوب بودرة الثوم ومجموعة أخرى أعطيت حبوب الغفل placebo لمدة ثلاثة أشهر.وكانت نتيجة الدراسة هي هبوط الكوليسترول بنسبة 12% و17% للدهون الثلاثية مقارنة بمجموعة الغفل.
الثوم والجلطة الدموية:
أجريت دراسة على أشخاص طبيعين لمدة 13 أسبوعا حيث تم إعطاؤهم ملعقة صغيرة واحدة يوميا من عصير الثوم فتبين حصول تأخر واضح في تجمعات الصفائح الدموية المسؤولة عن التجلط وبذلك يعتبر الثوم مضادا للجلطة القلبية.
الثوم والإيدز:
وهناك دراسات واسعة لمعرفة مدى تأثير الثوم على فيروس الإيدز,حيث تشير تلك الدراسات إلى فعالية الثوم جنبا إلى جنب مع العلاجات الأخرى في مكافحة هذا المرض.وقد وضعت بوتوكولات خاصة لهذه الطرق العلاجية.
الثوم والسرطان:
أجريت دراسات واسعة النطاق حول هذا الموضوع فوجد أن للثوم عدة خصائص مفيدة في علاج السرطان,منها ما هو وقائي ومنها ما هو علاجي;فهو يحتوي على مركبات كبريتية عضوية بالإضافة إلى مواد مواد مانعة لنمو السرطان وتكاثره كما أن له مفعولا ضد الأكسدة,وهذه توجد في الثوم المعتق أكثر من النوم الأخضر الطازج.وينصح الباحثون بتناول الثوم بصورة روتينية مع السلطات واللحوم وغيرها كإجراء وقائي ضد السرطان.
ومن عجائب خلق الله للثوم أن رائحته المنفرة تجعل الناس يبتعدون عنه,حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تناول الثوم لمن يذهب إلى صلاة الجماعة خشية تأذي المصلين والملائكة.وهذه الخاصية جعلت الثوم متوفرا بسعر زهيد للجميع,ولو كان طعم الثوم لذيذا ورائحته عطرة مع كل هذه الفوائد فلربما أصبح أغلى ثمنا من الذهب!