temmar عضو ذهبي
•][ مُسآإهَمآتـﮯ ][• : 751 نقاط : 2253 السٌّمعَة : 0 •][ مِيلآدي ][• : 19/04/1989 •][ تَآريخِـﮯ ھ'نـآآ ][• : 23/06/2012 •][ عُمرـﮯ ][• : 35 mms :
| موضوع: جنة الدنيا السبت يونيو 23, 2012 12:13 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهإِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِيْنُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا .مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ .وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلمأما بعد :جنة الدنيا ..جنة الدنيا ..تتابع اكدار الحياة , حتى إنها لاتكاد تدع بينها وقتا لغير الكد أو الكدر , فمالاكدر فيه يملؤه الكد والتعب , وما لاحزن فيه يملؤه الهم في انتظار ما يكون في المستقبل ,فاحزان متتالية ومكابدات متتابعة , وسعادة لاتدوم ..
فقط ماكان فيها لله هو الذي يقطع كدرها , ويجمل كدها , ويذهب آلام مكابدة عيشها , ويحيل أحزانها سعادة وهمومها أملا وضاء . إنك لاتكاد تجد لحظات في الحياة صافية نقية مطمئنة إلا وهي محاطة برعاية الله سبحانه , بين جنبات الطاعة , وفي محيط الذكر النقي الخاشع , حيث تطمئن القلوب , وتهدأ العيون , وترتاح النفوس , ويحط الامل الصالح رحاله .
هذا وقت لا مال يرتجى , ولا إنسان يراءى , ولا متاع يبتغى , ولا جاه يتصارع عليه ,فقط توبة وإنابة , وخشوع وخضوع , وذلة وتواضع للعلي الأعلى المتعال سبحانه . تلكم هي جنة الدنيا لمن سأل عنها , وذاك هو خير نعيمها لمن بحث عنه ,فكم من غني يبتغي شراء لحظة السعادة بشطر ماله ولا يستطيع .
قال ابن القيم رحمه الله : ( اعلم أن القلب يسير إلى الله عز وجل ، والدار الآخرة ، ويكشف عن طريق الحق ونهجه ، وآفات النفس والعمل ،وقطاع الطريق ، بنوره وحياته ، وقوته ، وصحته ، وعزمه ، وسلامة سمعه وبصره ، وغيبة الشواغل والقواطع عنه ، وهذه الخمسةـ يقصد كثرة الخلطة ، والتمني ،والتعلق بغير الله ، والشبع ، وفضول المنام ـ تطفىء نوره ، وتعور عين بصيرته ، وتثقل سمعه ، إن لم تصمّه ، وتبكمه ، وتضعف قواه كلها ، وتوهن صحته ، وتفتِّر عزيمته ،وتوقف همّته ، وتنكسه إلى ورائه ، ومن لاشعور له بهذا فميت القلب ، وما لجرح بميت إيلام ، فهي عالقة له ، عن نيل كماله ، قاطعة له عن الوصول إلى ما خلق له ، وجعل نعيمه ، وسعادته ، وابتهاجه ، ولذته في الوصول إليه .
فإنه لا نعيم له ولا لذة ، ولا ابتهاج ، ولا كمال إلا بمعرفة الله ومحبته ، والطمأنينة بذكره ، والفرح والابتهاج بقربه ، والشوق إلى لقائه ،فهذه جنته العاجلة ، كما أن لانعيم له في الاخرة ، ولا فوز إلا بجواره في دار النعيم في الجنة الآجلة ،فله جنتان ، لايدخل الثانية منهما إن لم يدخل الاولى .
وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ يقول :إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة .
وقال بعض العارفين : إنه ليمر بالقلب أوقات ، أقول : إن كان أهل الجنة في مثل هذا ، إنهم لفي عيش طيب . وقال بعض المحبين : مساكين أهل الدنيا ، خرجوا من الدنيا ، وما ذاقوا أطيب مافيها قالوا : وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله ، والأنس به ، والشوق إلى لقائه ، والإقبال عليه ، والإعراض عما سواه ،أو نحو هذا الكلام ، وكل من له قلب حي يشهد هذا ، ويعرفه ذوقا .) مدارج السالكين[size=21]خالد رُوشه [/size] | |
|